الحمد لله الذي رفع شأن العلم وأهله، فقال في محكم التنزيل "يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات"والصّلاة والسّلام على المعلّم الأول، خير البرية وأزكى البشرية، محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه ومن والاه ،وبعد :
إنَّ تخصيصَ الجمعيةِ العامةِ للأُممِ المتحدةِ(اليونسكو) يومًا من الأيامِ الدَّوْليةِ للمعلمِ وتسليطَ الضوءِ على إنجازاته ،ووظيفتِهِ الساميةِ في حياةِ المجتمعاتِ والأممِ؛ لهو دليلٌ على مكانةِ المعلمِ الرفيعةِ في العالمِ، ويأتي هذا العام يوم المعلم تحت شعار "التّحوّل في التعليم يبدأ بالمعلمين" ليؤكّد أنّ المعلّم هو الركن الأساس في العملية التّعليميةّ ،من خلاله تمرّ كل عمليّات التطوير والارتقاء التي من شأنها أن تسهم في بناء مستقبل واعد للأجيال القادمة فهو خبير التعليم الأوّل، الذي يعيش في الميدان الحقيقي للتربية.
إنّ هذا اليوم لا يأت تذكيرًا بالمعلمِ وجهودِهِ فحسب، بل هو يوم تكريمٍ لهُ أيضًا,، وتشجيعٍ لزملائه، وتحفيزهِم وشحذ هممِهم، والأخذِ بأيديهم إلى مزيدٍ من الإنجازاتِ والنجاحاتِ، حيث أكَّدَتْ رؤيةُ المملكةِ العربيةِ السعوديةِ(2030), التي أطلقها صاحبُ السمو الملكي الأميرُ محمد بن سلمان – حفظه الله-وباركها خادمُ الحرمين الشريفين الملكُ سلمانُ بن عبد العزيز – أطال الله في عمره- أكَّدَت على أهميةِ التعليمِ في صُنعِ أجيالِ المستقبلِ، واهتمَّت بالمعلمِ، ووضعت له البرامجَ التطويرية التي ترفعُ من كفاءتِهِ وأدائهِ، وتدعوه إلى تَحمُّلِ أَعباءِ المرحلةِ، والاستعدادِ للقادمِ من التطوراتِ، والنظرِ إلى المستقبلِ نظرةَ تطويرٍ وتجديدٍ، بما يُحققُ جُهودَ المملكةِ العربيةِ السعوديةِ من هذهِ الرؤيةِ.
تعجزُ الكلماتُ عن صَوْغِ عباراتِ الشُّكرِ والتقديرِ للمعلمِ، وبيانِ فَضلِهِ، وجُهودِهِ في الميدانِ، ولو عُدنا بالتاريخِ قليلا إلى الوراءِ لوجدنا أنَّ المعلمَ طِوالَ تاريخِهِ قد عَمِلَ في ظروفٍ صعبةٍ، وإمكانياتٍ محدودةٍ، لكنَّ هذه الظروف لا تُثني من عَزْمِهِ على تحقيقِ أهدافِ مُجتمعِهِ، وتطلُّعاتِ وطنِهِ، وبهذه المناسبة الغالية يسرّني أصالة عن نفسي، وبالإنابة عن منسوبي مكتب البعثةِ التعليميةِ في سفارةِ خادمِ الحرمينِ الشريفين في مملكةِ البحرين الشقيقةِ أن أقدّم وافر الشكر وعظيم التّقدير لكلّ المعلمين والمعلمات في العالم بأسره وأخصّ بالشكر والتّقدير جميع الزملاء الموفدين للتعليم في مملكة البحرين من معلمين ومشرفين على جهودهم المتميزة، ومساهماتهم المثمرة ،وأثرهم الملموس في الميدان ،متمنيًا لهم مزيدًا من التوفيق في مسيرة البناء والعطاء.